Martyred in Palestine
I write to explain the issues that continue cycling in my head. Today 9 Palestinians were brutally murdered, and I seem to have a hard time in igniting a spark where people will show attention to the issue at hand. It may be naïve and arrogant of me to refuse that my people’s value is lesser, unworthy, and only measurable for impunity when the death toll exceeds that of the previous massacres.
The repetition of events in Jenin and Nablus is a sign that the oppressor is nervous, it is a testament to the ability of the local Palestinians to resist in holding their stance against the might of Israel regardless to the screams of death that ring around the night during the daily 3 am raids. Nablus, a city I can speak on with extent, holds a special bond with its armed youth – their names and faces are well acknowledged and held to the standards of champions. Champion status is automatically given to those who face the occupation with the tools of the oppressor. What is more interesting and worthy for us to ponder on is how Martyrdom in Nablus is now becoming a state to achieve, a quote-on-quote nirvana that symbolizes a push against the struggle and an infiltration of the Israeli psychological warfare.
To be martyred is to spark fight within your immediate community against the Zionist, it provides ammunition for your family and friends to always remember that occupation will never be sustainable or livable, regardless of the privilege it provides to the elites within your community.
(۲) لن يذهب هدرا..
شهادات الناجين: كنا نمشي فوق جثث اخوتنا..
ميسون سكرية ومحمود داود
* مقتطفات من شهادة رايوشي هیرکیا، مصور صحفي ياباني قال: في لساعة الثامنة من صباح أيلول وبعدما سمعت أن لجيش الاسرائيلي يحاصر مخيمي صبرا وشاتيلا، توجهت إليهما وحاولت دخولهما من المدخل الشمالي فوجدت آليتين إسرائيليتين ورشاشاتهما مصوبة نحو المدخل ليمنعوا مرور الداخل والخارج من المخيم. ويمكن بوضوح سماع أصوات البولدوزرات وإطلاق النار ولكنهم رفضوا وأرغموني على العودة إلى الخلف. وحين أفكر في الأحداث فإني استطيع الاستنتاج بأن مسؤولية المجزرة تقع على الجانب الاسرائيلي أكثر منها على عصابات حداد والكتائب، ودليلي على ذلك أنني عندما حاولت الدخول الى المخيم كان الجنود الاسرائيليون هم الذين يسيطرون على مداخل المخيمات وهم الذين أبعدوني، فالجنود الاسرائيليون كانوا يسيطرون على المخيم لحظة حصول المجزرة، عدا عن آثار المجازر التي شاهدتها أمام مستشفى عكا.
* مقتطفات من شهادة دكتور پییر مایهلومشاغن، جراح نرويجي، والدكتور سوشاي خوانغ، وهي بريطانية: في صبيحة يوم الثامن عشر من أيلول كان هنالك على جانبي الطريق مجموعات من النساء والأطفال محاطين بالجنود قدرناهم بين الثمانمائة والألف، حاولت امرأة إعطاء طفلها للطبيب الأجنبي ولكنها منعت من قبل الجنود. وقد أفادت الممرضة التي غادرت مستشفى غزة بأنه بعد مغادرتنا بنصف ساعة سمع إطلاق نار مستمر لمدة تتراوح بين ۲۰ دقيقة ونصف ساعة مترافقة مع صراخ النساء والأطفال. بعدها ساد الصمت. مراسل الى « بي.بي.سي.» الذي حضر حوالي الساعة ۹٫۳۰ الى مستشفى غزة قال: «إن الأجساد الميتة كانت مكومة بمجموعات فوق بعضها البعض من عشرة أو
أكثر على امتداد شارع صبرا ومعظم هؤلاء القتلى كانوا من النساء والأطفال».. و كيف تمت المجزرة ومن هم المستهدفون؟؟ • لقد كانت عملية عسكرية محكمة التخطيط تلك التي بدأت يوم 15 أيلول بتطويق وقصف مخيمي صبرا وشاتيلا من قبل الدبابات الاسرائيلية. وقام بعدها الاسرائيليون بإرسال حلفائهم اليمينيين نحو المخيم وبدا حمام الدم. مجموعات من أربعة أو خمسة عناصر يدخلون بشکل همجي الى البيوت، يقتلون، يدمرون، يسلبون. الكثير جرى تعذيبهم قبل إطلاق النار عليهم، وعندها كان يتم دفنهم بواسطة الجرافات تحت البيوت المدمرة. لم يتم توفير المسنين رجالا ونساء ولا الرضع. لقد جرى تشويه أجساد الضحايا باقتلاع عيونهم أو جزهم بالفؤوس. عائلات بأكملها تم التمثيل بها وهي مكومة داخل بيوتها او
منازلها أو أزقة المخيم الضيقة. لقد أحكمت الآليات الاسرائيلية كل مداخل النجاة للمخيم وكان الجنود الاسرائيليون يهددون الفارين من الرجال والنساء والأطفال بإطلاق النار عليهم في الحال. لقد أجبروا على العودة ومواجهة مصيرهم. وأجمع المراقبون والمصورون الأجانب العاملون في « الهلال الأحمر ، والمؤسسات الدولية على ما قاله ( الاسرائيلي أمنون كابيلوك: «بدأت المذبحة سريعا، تواصلت دون توقف لمدة أربعين ساعة». وخلال الساعات الأولى هذه، قتل أفراد الميليشيات الكتائبية مئات الأشخاص. لقد أطلقوا النار على كل ما يتحرك في الأزقة، لقد أجهزوا على عائلات بكاملها خلال تناول طعام العشاء بعد تحطيم أبواب منازلها كما قتل كثيرون في أسرتهم وهم نيام. وقد وجد فيما بعد في شقق عديدة، أطفال لم يتجاوزوا الثالثة والرابعة من أعمارهم وهم غارقون في ثياب النوم وأغطيتهم مصبوغة بدمائهم. وفي حالات كثيرة كان المهاجمون يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل القضاء عليها. لقد حطموا رؤوس بعض الأطفال والرضع على الجدران، نساء جرى اغتصابهن قبل قتلهن، أما في بعض الحالات فقد سحب الرجال من منازلهم وأعدموا في لشارع. لقد نشر أفراد الميليشيات الرعب وهم يقتلون بواسطة البلطات والسكاكين ودون تمييز، الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، لقد وجدت أيدي نساء مبتورة عند معاصمها حتى تنتزع منها الحلى. لقد كان المستهدف بالضبط المدنيين اطفالا، ونساء وشيوخا. ببساطة تم استهداف كل ما هو حي يتحرك. لقد عمد القتلة في الليلة الأولى إلى القتل الصامت بدون ضجيج فقلما استخدموا أسلحتهم النارية حتى لا يشعر اللاجئون العژل بما يجري ويقومون بالفرار. هنالك تفاصيل تقشعر لها الأبدان في كتاب التحقيق بشأن المجزرة للصحفي الاسرائيلي امنون
كابليوك - منشورات دوسوي، باريس ۱۹۸۲، وكذلك في كتاب الصحفي البريطاني روبرت فيسك. وفيما لم يعرف بالضبط عدد الذين استشهدوا في تلك المجازر البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني واللبناني فقد تراوحت الأعداد التي ذكرها المراسلون والشهود والمحققون من مختلف الأصناف بين عدة مئات وبين بضعة آلاف، وأما الرقم الأمني فقد أتى على لسان المدعي العام العسكري اللبناني حينها أسعد جرمانوس الذي أشار تقريره إلى أن عدد الذين قتلوا في صبرا وشاتيلا ما بين 16 - ۱۸ ايلول بلغ 4۷۰ شخصا فقط معظمهم من المقاتلين الذكور وبينهم عدد من الاسرائيليين والباكستانيين والجزائريين والسوريين، إضافة الى الفلسطينيين واللبنانيين، وذكر التقرير أن بين القتلى ۳۲۹ قتيلا فلسطينيا وهو رقم ينسجم مع الرقم الذي نشره جهاز الدفاع المدني اللبناني حول عدد جثث الفلسطينيين التي انتشلت من المخيمين. ومن المعروف أن الدفاع المدني اللبناني حضر بعد انتهاء المجزرة يوم السبت في 8 أيلول وعمل على دفن الجثث التي كانت في الشوارع والأزقة، تلك الجثث التي لم يتبق وقت لإسرائيل وعملائها لدفنهم بعدما تم انکشاف المجزرة ونشر الصور والتحقيقات حولها في التلفزيونات والصحف محليا ودوليا. عدا عن ذلك أشار تقرير جرمانوس إلى وجود ۱۰۹ شهداء لبنانيين بينهم ۱۲ طفلا وہ نساء. إن تقرير جرمانوس الذي شكل فضيحة مكشوفة للسلطات اللبنانية في محاولتها إخفاء الجريمة كان ينسجم آنذاك بالكامل مع سياسة الحكومة التي كانت قد وقعت
بالكامل تحت نفوذ الكتائب وحلفاء اسرائيل. ومن المعلوم أيضا أن تقرير جرمانوس كان يتناقض بالكامل مع معلومات كل من المخابرات الاسرائيلية والامريكية التي قالت إن عدد القتلى كان يتراوح بين ۸۰۰ و ۱۰۰۰ شخص وهي على أي حال أرقام تقل كثيرا عن تقديرات شهود العيان من الصحفيين والعاملين الصحيين والمصورين والأجانب والعرب والناجين من المجازر الذين أجمع أكثرهم على أن عدد الشهداء يتراوح بين ۲۰۰۰ و۳۰۰۰ شهيد، ثلثهم من اللبنانيين المقيمين في محيط المخيم في منطقتي الحرش والحي الغربي في تلك الناحية المعروفة باسم حي البعلبكية اضافة الى شهداء من فقراء مصر وسوريا وايران وباكستان الذين كانوا يعيشون مع الفقراء اللبنانيين في المناطق القريبة من مستشفى عكا وفي مخيم شاتيلا، وقد بقي هؤلاء مع الفلسطينيين أيام الثورة ولم يتركوا أو يغادروا أيام الردة.
إذا من المعروف بان المقبرة الجماعية المعروفة بمقبرة المجزرة لشهداء صبرا وشاتيلا الواقعة على الطرف الجنوبي للمخيم لا تضم رفات كافة الشهداء، بل ذلك الجزء من الشهداء من الذي لم يتح مجال للقتلة قبل انکشاف أمر جرائمهم.. وشهادات لم تمت... الناجون من المذبحة يشهدون للتذكيربجرائم إسرائيل وعملائها * محمد أبو ردينة: حين كنا جميعا في منزل أحد اقربائنا بعد أن تركنا الجهة الغربية للمخيم هربا من القصف الشديد أتت حياة سرور من جهة الحرش مضرجة بدمائها تصرخ «في مجزرة. اللبنانيين عم يذبحونا». الم نصدقها وبدا والدي يصرخ بهاء «ما هذا الذي تقولينه؟! هل تريدين تخويف الأولاد؟ عيب ما تفعلينه!» وأقلها بسيارته إلى مستشفى غزة لتتلقى العلاج وعاد الى المنزل حيث كنت أنا وأمي واختي وزوجها وثلاثة من أعمامي وحوالي عشرة من جيراننا. بدا القصف يشتد والصراخ يعلو وبدأنا نسمع تهديم بيوت، ولكننا كنا ما زلنا نعتقد أن اسرائيل تود التقاط الفدائيين وبما أنه ليس لدينا سلاح فلا خطر علينا. تركنا المنزل واتجهنا الى منزل أخر في داخل المخيم لأم اسعد العويص من الأباجور وبتنا الليل فيه. بقينا حتى ظهرنهار الجمعة. ولكننا عند بزوغ فجر الجمعة بدا والدي يشعر بالخوف ويقول
إن هناك شيئا غريبا يجري في المخيم، كما نسمع طلقات ثم صراخ لمرات عديدة. ولكن وقت الهروب كان قد فات. وبدا الرعب يدخل قلوب من في الدار. فهذه أم أسعد تطلب من أبي أسعد الاختباء تحت التخت واخرى تطلب من ابنها الصعود إلى التنخيتة. حين عمت الفوضى في المنزل من الحركة شعر بنا القاتلون في الخارج وبعد دقائق كسروا الباب، دخلوا المنزل وفصلوا الرجال عن الأطفال والنساء. لم تقبل اختي التي كانت عروسا جديدة ترك زوجها فقتلت معه، ووجدنا جثتها لاحقا بعد أن أخرجوا الجنين من بطنها، ساقونا إلى الخارج ونحن على الباب. سمعنا طلقات الرصاص ولا أنسى صراخ والدي الأخير. ساقونا إلى المدينة الرياضية، صور طبعت في ذاكرتي مع انني كنت صغيرا ولكني لا استطيع نسيانها، فهذه عيدا أبو ردينة التي كانت تحبني كثيرا ملقاة وهذه جثة والدها فوقها. حين وصلنا الى الشارع لم يكن أمامنا إلا المشي على الجثث، مشيت على جثة أبو علي الدوخي الذي كنت اشتري منه السكاكر!! شيء رهيب. حين وصلنا إلى المدينة كان هناك الكثير من أصدقائي الذين كنت العب معهم في المخيم. وضعنا في غرفة ووضع حارس على باب الغرفة!!! حصل انفجار وهرب الحارس فهربنا جميعا من الغرفة. توجهنا الى الكولا ومنها إلى الظريف لنعود بعدها إلى المخيم. تصاب أمي بجلطة في دماغها تؤدي إلى شلل نصفي وتموت النبقى أنا وأختي وحيدين. شعري شاب منذ أن كنت في السابعة من عمري ولي حلم وحيد في حياتي، هو
الخروج من لبنان. لا أريد البقاء هنا، لا أستطيع العيش في هذه البلد. ها أنذا لي من العمر ۲۵ عاما وكلما حصلت لي مشكلة أقول إنها أثار المجزرة، فوالدي كان «تعيب» ولو كان يعيش لما كان جرى لنا ما جرى؟ * شهيرة أبو ردينة (40 عاما): «مشيت على جثة اختي عايدة، وجثة والدي أمام الباب حين كانوا يسوقوننا إلى المدينة!! هل تصدقينه شيء رهيب لا استطيع نسيانه» تقول شهيرة. » هنا في هذا المنزل ، في الطابق السفلي تجمعنا انا وزوجي وأولادي ، أختي ، والدي ، أخي كايد . كنا فد أتينا إلى المخيم قبل أسبوع من وقوع المجزرة، ولم نكن نريد ترك بيوتنا التي أعدنا ترتيبها وبناءها. كنا قد سئمنا من التهجير. لذلك حين اشتد القصف توجهنا إلى منزل والدي في الجهة الشرقية للمخيم. اختبانا في الغرفة بعد أن تجمع في المنزل أيضا عمي واولاده وبعض الجيران. وعشية الخميس كنا نمرح. في البداية لم يخطر أبدا في بالنا انها مجزرة.. منتصف الليل بدانا نسمع أنيئا وصراخا فوجهت اختي عيدا لترى ما الأمر،
سمعنا طلقة ومن ثم صوت اختي: «إلحقني يا ابوي».. خرج والدي وراءها فحصل نفس الشيء، طلقة فصراخه، فعرفنا أن مجزرة تحصل في الخارج، سکتنا كي لا يدخلوا علينا.. كنا نسمع دعساتهم على سطح الدار ونسمعهم ينادون بعضهم البعض. بقينا طوال الليل نصلي وفي الخامسة من صباح الجمعة صحا ابن أخي وبدأ بالصراخ، سمعه المجرمون فنزلوا علينا من السطح. كان زوجي محمود ابو ديب يضع ابننا في حضنه حين دخلوا علينا، طلبوا من الرجال الاصطفاف على الحائط في الكوريدور ورفع أيديهم، اعطاني محمود ابنتي وقال: «الأولاد أمانة في عنقك، إعتني بهم وبنفسك» اصطف أخي وزوجي، ابن عمي وجارنا على الحائط وطلبوا منا النظر إليهم أطلقوا عليهم الرصاص ومن ثم ضربوهم بالبلطات على رؤوسهم، ربما كي يتاكدوا من موتهم!! هل نقتل الآخرين؟» . قال أحدهم. « كلا نستافهم إلى المدينة » .. أجاب الآخر. .. وبعد أن تشاوروا فرروا «سوقنا إلى المدينة، خرجت من الباب ودعست على جثة والدي ومن ثم على جثة أخي. في أثناء خروجنا عادوا وضربوا الجثث بالبلطات أمامنا، وفي الشارع كانت جثة جارنا الدوخي وهذا محمد النابلسي وتلك جثة عفاف سعد مع أبيها.. مشيت على كل الجثث لا أعرف كيف. ولكن في ذلك الوقت كنت افكر فقط بالنجاة، من أجل أولادي.. حين وصلنا إلى المدينة وضعنا في غرفة وكان المجرمون ياكلون فواكه مطبوعة بملصقات عبرية وكذلك يجترعون البيرة ومياها إسرائيلية. تمكنا بعدها من الهرب.. وما زلت حتى الآن أكابر على نفسي، أجبر نفسي على العيش من أجل أولادي!..». * سعاد سرور المرعي: «ما زلتم على قيد الحياة يا كلاب..؟ الم تموتوا بعد؟! صرخ أحد عناصر لكتائب بي وباخي حين كنا متوجهين للاختباء في أحد الملاجئ في المخيم بعد أن اشتد القصف عصر نهار الخميس في ۲۰۰۰/۹/۱۹ . في طريقنا
التقينا بابن جيراننا ينزف ويخبرنا أن الكتائب بداوا بذبح الفلسطينيين، علنا نركض إلى المنزل حيث كان أبي وأمي وأخوتي. قلنا له إن أبو رضا أصيب وطلب منا الهرب من بيوتنا وعدم البقاء فيها لأن الكتائب سيقتلون جميع من في المخيم... لكن أبي قال: سيأتون فقط لسحب السلاح من المقاتلين ونحن ليس لدينا سلاح ولن يمستنا أحد، أي لن نرحل، سنبقى في المنزل، منزل سعاد في الحرش على حدود المخيم الجنوبية وهي المنطقة التي ابتدأت منها المجزرة.. بقينا في المنزل صامتين، وفي منتصف الليل خرج أخي وليد إلى السطح كي يرى ما يجري فعاد مذعورا مما راه، جثث على الأرض لنساء وأطفال ورجال. ويبدو أن الرجال راوه. بعد حوالي الساعة السابعة والنصف من صباح الجمعة سمعنا طرقا على الباب وفد سال ابي من الطارق ولكنهم كانوا أسرع منه، دخلوا حوالي ال ۳۵ عنصرا واتجه بعضهم إلى السطح، فتشوا المنزل واخذوا ما كانت ترتدي امي من حلى وحتى محبس زواج والدي. وطلبوا منا الاصطفاف إلى الحائط. أرجوك لا تفعل بأولادي شيئا.. وجاء والدي ولكنه صفعه على وجهه بالرشاش فبدأ ينزف، لم أحتمل المنظر أنا فصرخت «كيف تضربون رجلا كبيرا في السن».. فتلقيت ضربة أنا الأخرى، وبعد أن صفونا جميعا إلى الحائط صرخت اختي الصغيرة التي كان لها من العمر حوالي السنتين طالبة من اختي حملها.. واطلقوا علينا الرصاص جميعا، توفي أخي شادي (3 سنوات)، فريد (8 سنوات)، بسام (۱۱ سنة)، وشقيقتاي، هاجر (۷ سنوات)، وشادية وعمرها سنتان وجارتنا على الفور. واختبانا أنا وامي ووالدي وأختي نهاد دون أن نقتل. ونجا اخي ماهر (۱۲ سنة) واسماعيل (9 سنوات) فلم يصابا بأذى بسبب اختبائهما في الحمام. بعد خروج المسلحين الذين اعتقدوا أننا فارقنا الحياة ) «جميعا» ( ، بدانا ننادي بعضنا البعض لمعرفة من بقي على قيد الحياة، لم أكن أستطيع الحراك، فقد اتت الرصاصة في ظهري وكذلك والدي. فاتفقنا أن ياخذ اخواي امي واختي نهاد إلى المستشفى وياتيا باحد لإنقاننا.
وبقيت أنا ووالدي مع جثث أخوتي ينادي أحدنا الآخر بين الحين والآخر لنتأكد من أننا ما زلنا على فيد الحياة. عند الظهر كنت ازحف محاولة الاقتراب من والدي فدخل ثلاثة مسلحين علينا وحين رأوني اتحرك قال أحدهم: «ما زلت على قيد الحياة، وبدا يشتمني ومن ثم اغتصبوني الواحد تلو الآخر أمام والدي الذي فارق الحياة بعدها بقليل، أطلقوا النار علي فاصبت بيدي اليسرى. وبقيت وحدي طوال نهار الجمعة والسبت محاطة بجثث اهلي وكان الذباب بدا يحوم عليها.. ظهر السبت دخل احد رجال الدفاع المدني منزلنا ونقلت إلى مستشفى الجامعة الأمريكية، وفقدت قدرتي على الكلام ولكني كنت أود أن أعرف ما حصل لأمي واخوتي الذين هربوا، وحالما وعيت كتبت للطبيب أسأله عنهم فوعد أحد الصحفيين بالتحري عنهم. اتت أمي بعدها بأيام ولكني كنت ما زلت لا أستطيع الكلام وحين سالتني عن والدي بدأت بالبكاء وعشت على المهدئات العصبية لفترة وكانت الرصاصة التي في ظهري ما زالت فقد قال الأطباء انه علي السفر إلى
الخارج لإنتزاعها. كان مطار بيروت حينها مقفلا وكانت الطريقة الوحيدة لسفري هي من خلال طرابلس. استأجر لي الهلال الأحمر الفلسطيني سيارة لبنانية كي تقلني إلى طرابلس. هناك على الطريق الساحلي وعلى حاجز ( للكتائب عرفني المسلحون وعرفتهم فورا. كانوا من بين الذين اقتحموا منزلنا ليلة المجزرة. بدأت بالصراخ. قال أحدهم: ما زلت حية؟ وعاودوا اغتصابي ومنعوا السائق من المرور إلى طرابلس، عدت إلى بيروت والرصاصة ما زالت في ظهري حتى الآن، فقدت النطق لمدة سنتين بعدها ولكني عاودت الكلام ولكني لم أعد طبيعية، أعيش على المهدئات وبين الحين والآخر أصاب بنوبات هستيرية... * محمود يونس: «اهربوا من بيوتكم، أصبحوا هنا»، رأيت رجلا يصرخ ويركض نحو صبرا بينما كنت ألعب في الدولاب أمام منزلنا في الحي الغربي في شاتيلا. دخلت المنزل حيث تجمع أمي وأبي وأختي وحيدة يونس وزوجها حسين العلي وأولادها علي ونسرين واخوتي، محمد وماضي وأحمد، وصالح طيطي ابن خالي، وعمتي ام محمود وابنها حسين جدوع وزوجها وكذلك جارنا الدوخي الذي هربت عائلته ولم يستطع لأن رجليه كانتا قد قطعتا في الاجتياح. قال حسين العلي «لا تخافوا سيجمعوننا للتحقيق ومن ثم يتركوننا في المنزل كما فعلوا في صور». اشتد الرصاص في العشية وبدأنا نسمع جنودا يركضون من الرحاب، منطقة السفارة الكويتية، ومن المدينة الرياضية. هربنا ودخلنا إلى غرفة النوم. كان حائطها وبابها باللون الأخضر واختبانا، دخلوا حوالي الساعة الثامنة إلى البيت بعد أن خلعوا الباب: «فليخرج من في المنزل، صاح أحدهم ولكن أيا منا لم يتحرك. أطلقوا الرصاص على غرفة الجلوس وعلى صورة أخي الشهيد واختي الشهيدة، عائشة التي صادف ذكرى مرور اربعين يوما على وفاتها يوم المجزرة ولذلك كانت العائلة تزورنا. ومن ثم ضرب أحدهم ضوء القنديل الذي كان ما زال منورا وقال « اخوات ال...» كانوا من فترة هنا أين ذهبوا؟! وبعدها تمركزوا على السطح وحول الشبابيك، لم يتحرك أحد ما، الكل مكانه يرتجف خوفا
ويصلي.. بعدها بدأنا نسمع طلقات وقنابل مضينة وصراخا ولكننا لم نعرف ما القصة، كنا نظن أنها اسرائيل.. حين صرخ ابن اختي الذي كان له من العمر 8 أشهر حاولت أختي أن تخنقه ولكننا أنقذناه في اللحظة الأخيرة. وعاد للنوم. قضينا الليل نسمع صراخا ومن ثم سكوئا فظننا أن الاسرائيليين يقومون بقتل الناس، شعرنا أننا سنموت لا محالة. بدأنا بتقبيل أبي وأمي ونطلب منهما السماح. وبعدها سمعنا صوتا على الميكروفون سلم تسلم » فاقترح زوج أختي أن نخرج لأن هؤلاء الاسرائيليين سيحققون معنا ثم يخلون سبيلنا. ( حاولت أمي وعمتي فتح الباب فسمعها الجنود على السطح. نزلوا فورا، أول ما رأيته كان الشارة على كتفه التي كتب عليها: ) «قوات الكتائب اللبنانية، صرخ فيناء «أين كنتم البارحة، هل لديكم ملجا، كانوا يحملون أسلحة غريبة وبلطات وسكاكين وحبا... ثم طلب أن يخرج النساء والأطفال ويبقى الرجال، ضم زوج أختي نسرين ليقبلها القبلة الأخيرة، فربط الكتائبي الحبل حول عنقها فرجاه والدي الغفران فتركها لسبيلها.. بدأ يصرخ أخي «أمي لا تتركيني».. نظر إلي العسكري وكان لي من العمر (۱۱) عاما وقال «هل أنت صبي، فقالت له أمي كلا إنه بنت.. وكان لي شعر طويل ومالس حينها وأبدو كالبنات. خرجنا إلى لزاروب وبدأنا نرى جثث الموتى على الأرض هذا المربوط بالحبل، ذلك مرشوشا، وآخر قطع بالبلطة فساقنا إثنان من عناصر الكتائب إلى المدينة الرياضية. في الطريق وجدنا جثتي عمتي الأخرى
وزوجها. صرخت وصرخت أمي فانهال علينا المقاتلون بالشتائم وقال أحدهم: «سترون ما سيحصل لكم... قرابة مأوى العجزة اصطدمت بجثة ووقعت وصرخت أختي « إسم الله عليك يا خيي » هل حصل لك ) شيء؟ فانتفض الكتائبي قائلا : أنت صبي؟.. حاولت أمي حمايتي، ضمتني ورجته أن لا يأخذني قائلة: «أرجوك هو كل ما بقي لي في الحياة، أرجوك إتركه لي؟؟ ضربها بكعب الرشاش على صدرها فسمع رنيئا، كانت تخبئ حليا فقالت له «خذ كل الحلي والفلوس ودعه لي أرجوك، وهكذا كان.. تابعنا السير إلى حين وصولنا إلى المدينة الرياضية، هناك كانت جرافة تحفر حفرة كبيرة، نظر إلينا أحدهم وقال: « إنزلوا كلكم في الجورة الآن وبدأوا بدفشنا إليها.. حملت الجرافة الرمل كي تصبه علينا، مر حينها جنود اسرائيليون، صرخ عليه "..N0..N0.N0" وأخذه ليکلمه بعيدا عنا... يلعن أبوكم حظكم شو كبير إصعدوا من الحفرة»، قال لنا حين عاد. وقادنا إلى غرفة في المدينة الرياضية. هناك التقينا زوجة خالي وأولادها الصغار. وبقينا هناك حتى المغرب.. كانوا يطلبون البنات وسمعت أنهم يأخذونهن ليغتصبوهن في الغرفة الأخرى.. ضمت أمي أختي وطلبت منها أن تسدل شعرها على وجهها لتغطيه.. لا أعرف ماذا جرى فترك الحراس باب الغرفة فبدأنا نركض متجهين نحو الكولا لأننا كنا نعلم أن من يعود إلى شاتيلا سيموت.. ونحن نتجه على الكولا كانت عمتي لا تستطيع المشي، مر جيب سيارة عسكرية لكم نعرف لمن تتبع أوقفتها أمي وسألته أن يوصلنا إلى الكولا فقال: أنا رايح عاإسرائيل، في الاتجاه الآخر الكتائب هل تريد الذهاب إلى اسرائيل؟.. خافت أمي كثيرا علينا
ولكن لم يكن أمامنا إلا التوجه إلى الكولا.. هناك، تحت الجسر تجمعت فئات الفلسطينيين، أخبرتهم امي بان الكتائب هنا فبدا كل يتجه في اتجاه. نمنا تحت الجسر إلى صباح السبت. توجهنا إلى الملعب البلدي وبدأنا نخبر الناس أن مجزرة حصلت في شاتيلا، لم يصدقنا أحد، ظنوا أننا شحاذون حتى أن أحدهم رمى لي النقود وكنت في حضن امي. حاولنا الوصول إلى الفاكهاني ولكن الضرب اشتد فذهبنا إلى الحمراء إلى مستشفى الجامعة الأمريكية التي كانت قد بدأت تستقبل الجرحى. قالت أمي، انتظروا هنا ربما تجدون والدكم وأنا اذهب إلى شاتيلا.. ولكنها حين وصلت إلى البيت وجدتهم جميعا مقتولین زوج عمتي أمام البيت وأبي مقتولا في فراشه.. » لحقنا بأمي وحين كنا نلف الجثث صرخ أحدهم « سعد حداد .. سعد حداد » فتركنا الجثث وركضنا ) كما ركض الجميع.. منذ يومين رأيت حلما دائما أراه، جنود يقتلونني، رأيت أحدهم يطلق علي رصاصة اتت في معدتي، واستفقت أصرخ، وشعرت في اليوم التالي الا في معدتي مكان الطلقة.. أنا دائما أرى كوابيس، حتى تغلبت على خوفي من لخروج في الليل.. * شهادة الدكتور محمد الخطيب، طبيب سابق في «الهلال الأحمر الفلسطيني، كان يعمل في مستشفي عكا وقت حصول المجزرة. في ذات لليلة التي قتل فيها بشير الجميل، توغل الاسرائيليون في المنطقة وحيث أنني كنت مناوبا في
مستشفى عكا فقد شاهدتهم يتمركزون في المناطق المحيطة بالمستشفى في الجهة الجنوبية الشرقية في مخيم شاتيلا، كما تمركزت قوة أخرى قرب قصر صبري حمادة وتمركزت قوة ثالثة في مستديرة السفارة لكويتية. كنا نشاهد سياراتهم العسكرية تجوب المنطقة الممتدة من المدينة الرياضية باتجاه جسر المطار وباتجاه قصر صبري حمادة وكانت تعبر مسرعة. وقد ترافق التمركز مع قصف متقطع على الشارعين المذكورين، أما نحن فقد بقينا في المستشفى في حالة طوارئ وتوتر. لقد استطعت ذلك اليوم أن أتسلل إلى بيتي في شاتيلا لزيارة عائلتي ولم أشاهد أي شيء غير عادي في أثناء مروري في منطقة الحرش المواجهة لمستشفى عكا، في طريقي الى منزلي قرب مدرسة أريحا شاهدت قوة اسرائيلية تتمركز هناك أيضا. في ليوم التالي، أي مساء الخميس الواقع في 15 أيلول، حوالي الساعة السادسة، حضر إلينا رجل في حوالي الأربعين من عمره حاملا طفله البالغ السنة ونصف السنة طلبا للمعالجة. كان الرجل مصابا برصاصة في قدمه أما الطفل فكان مصابا في صدره. ولما استفسرنا من الرجل عن سبب اصابته وابنه أحجاب، لقد أتي الكتائب إلى منطقة لحرش في الجهة المواجهة المستشفى عكا وأخرجوا الرجال والأولاد من بيوتهم وأمروهم بالوقوف قرب الحائط وأطلقوا النار علينا جميعا وغادروا المكان. حينها تظاهرت بأنني ميت حيث أصبت في صدري وبعدما تأكدت أنهم غادروا قمت وحملت طفلي وهربت باتجاه المستشفى، وأخبرنا الرجل بأن عدد الذين أطلقت عليهم النار بلغ حوالي أربعين رجلا وفتي.. في ذات اليوم وحوالي الساعة العاشرة مساء أتى رجل وخلفه حوالي ثلاثين طفلا أكبرهم في الخامسة
عشرة من عمره وأبلغونا بأن رجالا أخرجوا الرجال من بيوتهم واقتادوهم إلى جهة مجهولة. أما المجموعة التي كانت معه فكانت تحمل الأعلام البيضاء وبعدما دخلوا باحة المستشفى توجهوا نحو المخرج الجنوبي باتجاه السفارة الكويتية، لقد كانوا جميعا لبنانيين وكل ما ذكروه أنهم يريدون تسليم أنفسهم الى الاسرائيليين. وفي ذات الليلة كنا نسمع زخات الرصاص باتجاه منطقة شاتيلا بما فيها الحرش والحي الغربي، كنا نسمع صوت القذائف المدفعية التي كانت تطلق من المدينة الرياضية. وقد كنا نراقب الوضع من القسم الغربي للمستشفى الذي كان مخصصا للأطفال ويعرف باسم مستشفى الناصرة حيث كان مطلا مباشرة على السفارة الكويتية. من الواضح أن المجزرة كانت قد بدأت حينها، ذلك أننا لم نسمع أي رد على القذائف من المنطقة المستهدفة. وأمضينا ليلتنا في قلق وتوتر غير عارفين بما يجري. في اليوم التالي، الجمعة صباحا، الواقع في 16 أيلول ۱۹۸۲ وحوالي الساعة الثامنة مر السيد عرابي وهو مصري الجنسية. كان موظفا إعلاميا في «الهلال ( الأحمر الفلسطيني وكان متزوجا من امرأة فنلندية موظفة في «الهلال» أيضا وبدا يمازحني قائلا: «إحلق ذقنك يا دكتور سوف تموت اليوم». فدعوته لشرب القهوة ولكنه خرج من غرفتي وهو يضحك. وما هي إلا دقائق معدودة حتى حضرت ممرضة تولول قائلة: ) «لقد قتلوا عرابي على حائط مدخل مستشفى عكا كما قتل معه شاب اسمه أحمد وكان عاملا في محطة الخطيب المجاورة. تم سحب الجنتين من المدخل إلى داخل المستشفى في قسم الطوارئ، ولما أدركت خطورة الوضع حاولت الاتصال بإدارة مستشفى
غزة فردت عاملة الجهاز والتي كانت من قرية حبوش. عندها دخل شخص على الخط وبدأ يتكلم كلاما بذيئا وكان يهدد قائلا: «عندما ندخل إليكم ستفتك باخواتكم، هينوا أنفسکم سنأتي إليكم اليوم» فأجبته: ) إذا كنت رجلا تفضل يا كذا » . وأخيرا ، وبعد محاولات عديدة استطعت أن أتكلم ، تكلمت مع موظف « الهلال » المسؤول في طوارئ مستشفى غزة وأفهمتهم بأن الوضع خطر وأن المستشفى مستهدف، فأخبرني أنه سيحضر على الفور مع أربعة من الموظفين من مستشفى غزة. ولكنهم لم يصلوا قط وفهمنا فيما بعد بأنهم قتلوا جميعا
قرب قصر حمادة حيث استهدفت سيارة الاسعاف التي يستقلونها بقذيفة اسرائيلية. بعد ذلك نزلت إلى الطابق الأرضي والتقيت الدكتور سامي والدكتور أحمد عنان وقلت لهما: «إن الوضع سيء جدا ما رأيكما». فقالا: «نفعل ما تراه مناسبا»، وصعدت إلى الطابق الأعلى وكان برفقتي محمد الأشوح، وهو موظف في «الهلال» ووقفت وإياه بمواجهة الشارع وظهري للصيدلية وعلى يميني مدخل بناية يعقوبيان. وبدأنا نتحدث كيف تخرج الناس من المستشفى وكان ذلك عصر الجمعة، فقال: ننقلهم بالسيارات. عندها شاهدنا مسلحا يدخل باتجاهنا مرتديا ثيابا عسكرية غير مرقطة شبيهة بلباس الجنود الإسرائيليين. فادركت أن القتلة قدموا حين كان القاتل مصوبا سلاحه نحونا، قال ) «تعا لهون» . فقفزت فورا باتجاه بناية يعقوبيان وكان يقف في مدخل البناية المحامي يعقوبيان إضافة إلى والده، والدته والحارس التركي وركض خلفي كل من محمد الأشوح والدكتور خالد. ثم خرجنا من البناية من الجهة الخلفية ومررنا عبر الأسلاك الشائكة في الخلف ، حيث شاهدنا الجنود الإسرائيليين المتمركزين خلف البني وكأن الأمر لا يعنيهم وبدوا غير مهتمين إطلاقا بما يجري ثم مرت سيارة وقال السائق ) «إصعد يا دكتور، إلى أين تريد الذهاب، فطلبت منه نقلنا إلى مركز الطوارئ في حارة حريك. بعض الأسماء التي أذكرها ممن بقوا في المستشفي خلفي فأذكر الدكتور سامي والدكتور دغمان إضافة إلى الممرضين والممرضات والموظفين. لقد عرفنا فيما بعد أنه تم قتل الرجال واغتصاب الفتيات. فقد أطلق القتلة النار على إحدى الممرضات بسبب مقاومتها لهم ومن الأحياء الذين بقوا شهودا على مجزرة عكا
ممرضة تدعى انتصار من مخيم برج البراجنة ومن أبشع الجرائم التي ارتكبت في المستشفى إضافة إلى مقتل المرضى والطاقم الطبي والاداري فقد كان إعدام حوالي ۱۲ طفلا وفتى معاقا من الذين نجوا من مجزرة تل الزعتر وكانوا يخضعون للتأهيل والعلاج في مستشفى الناصرة للأطفال. ولقد بلغ مجموع شهداء المستشفى حوالي الأربعين شهيدا منهم أحمد علي مسؤول إدارة المستشفى وفيما لم نقاطع الدكتور محمد وهو يروي ذكرياته عن المذبحة سألناه إذا ما كانت هناك مقاومة للغزو
الإسرائيلي لبيروت؟ أجاب الطبيب بأنه، قد شاهد شابا واحدا لا غير يوم الخميس عند دخول الإسرائيليين يخرج من بين الأزقة في منطقة الحرش ويهاجم سيارة اسرائيلية تمر في الشارع وقد أطلق النار على السيارة فقفز الجنود من السيارة وراحوا يطلقون النار صوبه وكان ذلك قرب جامع الصغير في الجهة المواجهة للمستشفى، وقد تمكن الجنود من إصابته في وجهه ولكنه عندما أدرك أن الجنود غادروا المنطقة توجه إلى المستشفى وتمت معالجته، ولم أشاهد أي حالة أخرى لمقاومة الغزو الصهيوني. وهذا دليل على أن ادعاء إسرائيل بوجود مقاتلين كان باطلا. فعلى الأغلب أن الشاب الذي ذكرته كان يواجه المحتلين منفردا وبشكل انتحاري لأنه شعر بواجب سياسي وأخلاقي ولم يتحمل رؤية الأعداء أمامه دون أن يفعل شيئا لمواجهتهم. وسمعت من أخرين أنه في أثناء ارتكاب المجزرة حاولت مجموعة من الشباب التي لا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد مقاومة المحتلين حين تسللت من الحي الغربي وضربت قذيفة (ب) دبت الذعر في صفوفهم في منطقة المدينة الرياضية. ولقد قام هؤلاء بضرب المحتلين إثر معرفتهم أن أربعة من وجهاء المخيم قتلوا بالبلطات والفؤوس وهم في طريقهم إلى المدينة الرياضية لمفاوضة القوات الإسرائيلية. لقد كان واضحا أن هدف القوات المسعورة التي دخلت صبرا وشاتيلا دخلت المخيم للقتل وليس للقتال حيث أنهم كانوا متأكدين من غياب أية مقاومة بالمعنى الصحيح»..